دور الضحية.. أخصائي نفسي يكشف لـ الزمالك كيفية تصحيح المسار (خاص)

“تغاضى عن العيش في دور الضحية لتمتلك شخصية البطل”.. هكذا يتم تشخيص الحالة التي يعيشها نادي الزمالك بشكل عام وبخاصة خلال مواجهات القمة أمام الاهلي.

دائمًا يكون الحديث عن الجانب الفني حول الأسباب التي أدت إلى تراجع مستوى لاعبي الزمالك والخسارة المتكررة في مباريات القمة أمام الاهلي على مدار سنوات، دون التطرق للجانب النفسي.

ويتفوق النادي الاهلي على غريمه التقليدي نادي الزمالك خلال المواجهات التي تجمع بين قطبي الكرة المصرية، على مدار سنوات.

وبالنظر إلى تاريخ مواجهات الاهلي والزمالك خلال آخر 50 مباراة، يتضح مدى التفوق للأحمر ضد نظيره الأبيض، آخرهم في مواجهة الدور الثاني ببطولة الدوري، التي انتهت برباعية مقابل هدف للقلعة الحمراء.

أقرأ أيضًا.. لجنة الانضباط تصدم بيراميدز حول واقعة الشحات والشيبي

وخلال 50 مباراة ماضية، حقق الاهلي الفوز في 29 مواجهة، بينما كان الانتصار من نصيب الزمالك في 8 مباريات فقط، وحسم التعادل نتيجة 13 لقاء.

وتواصل موقع “كورة 365” مع الدكتورة رشا سلامة، أخصائية إرشاد نفسي وأسري، للحديب عن الجانب النفسي ومدى تأثيرة على فريق الزمالك.

د / رشا سلامة
د / رشا سلامة

وقالت الدكتورة رشا سلامة في تصريحاتها حول عدم جاهزية لاعبي الزمالك لمباريات القمة على عكس عناصر الاهلي:” أولًا، الأمر متعلق بلاعبي الزمالك، وأنهم غير مستعدين أن يكونوا خصم مناسب أمام الاهلي، بل هو غير مستعد إنه بكون نادي أساسًا من خلال السنوات الماضية”.

وتابعت:”ثانيًا، خلال السنوات الماضية وتحديدًا في الفترة الأخيرة، هناك حالة من عدم الاستقرار يعيشها نادي الزمالك ومجلس إدارته، بالإضافة إلى حالات الفوضى من التصريحات العشوائية والغير ملتزمة والغير متزنة، التي تطلقها الإدارة”.

واستكملت رشا سلامة:”ثالثًا، التصريحات التي تطلقها إدارة النادي قبل أو عقب المباريات، هي السبب وراء عدم جاهزية لاعبي الزمالك، وفي إنها تبدأ اللقاءات وتؤدي دورها التي يناسب حجم وقيمة اسم الزمالك كـ أحد أكبر الأندية المصرية العريقة”.

وأوضحت:” إدارة نادي الزمالك تقوم بتقديم حجج للاعبين، بغض النظر عن حجة السحر، لا هي تقوم بطريقة غير مباشرة بتقديم حجج، تغطي بها على عدم التزامهم بعملهم كلاعبين في الملعب، بمنعى ان كل طرف لا يقوم بتأدية دورة بشكل جيد، لأنه يعلم أن هناك شخص في ظهره سيظهر ويبرر الهزيمة وسبب الفشل”.

وأضافت:”بالإضافة إلى أنه يقوم بتضخيم تأثير الناس أو الغير أو الظروف المحيطة بلاعبي الزمالك والنادي على المباريات، بمعني أنه يقوم بتعليق الأخطاء على شماعة الآخرين، وهو ما يسمى في علم النفس بدور الضحية”.

وواصلت:”للأسف الشديد إدارة نادي الزمالك جعلت اللاعبين سواء القدامى أو المنضمين حديثًا، إنه يكون لديهم دور الضحية أساسي في المباريات، بمعنى أنه يحاول جمع أصوات حوله لكي تتعاطف معه الجماهير، ويحاول التقليل من دوره في إنه بيحقق كارثة أو خسارة للنادي، حتى لا يتم تحميله مسئولية”.

واستكملت:” وحتى لا يتم مطالبته بتعديل نتائجه أو الأداء وعدم مواجهة أخطاءه، لذلك يقوم باللجوء لدور الضحية بأن الغير هو السبب في ما وصل له نادي الزمالك، وهو دور خطير جدًا”.

وأفادت أخصائية الإرشاد النفسي:” دور الضحية، تقوم الشخصيات التي لا ترغب في أن تتحمل نتيجة ومسئولية أفعالها باللجوء له”.

وأشارت رشا سلامة:” طبقًا لما شرحته سابقًا، فإن لاعبي الزمالك تخوض المباريات وهم غير جاهزين نفسيًا تمامًا، لأنهم يمتلكوا الشيء الموضوع على “الرف” ويتم اللجوء له ليتغاضى ويخفي الأسباب الحقيقة التي أدت إلى الحال الذي وصل له النادي بداية من إدارة إلى لاعبين”.

واستطردت أخصائية الإرشاد النفسي:” في الزمالك لديهم أدوات وآلات إعلامية تقوم بمساعدتهم في ذلك، بمعنى أن لديك أساسًا من يقف بجانبك ويقول لك (برافو إنت صح إنت ضحية)”.

وواصلت دكتور رشا حديثها عن الحالة التي يعيشها نادي الزمالك، قائلة:” في الحقيقة هما بيسمعوا بعض وما بيسمعوش غيرهم وبيعلوا صوتهم طول الوقت عشان يغطوا على صوت الاتهامات الحقيقية، وهي التحليل من الناحية الفنية الكروية لأداء النادي ولاعبيه، وإنهم كلاعبين ليس لديهم علاقة تمامًا بأي حجة أو دليل يتم ترديده من جانب النادي على سبب الخسائر، بل ليها علاقة طول الوقت بأشخاص ثانية تقوم باستهدافهم”.

وتطرقت دكتورة رشا سلامة، للحديث عن مدى احتياج نادي الزمالك ولاعبيه لطبيب نفسي، حيث قالت:”بالتأكيد هم بحاجة لإعادة تنظيم كامل، من أجل تأدية دورهم كنادي على أكمل وجه”.

وتضيف أخصائية الإشاد النفسي، أن الطبيب النفسي سيكون دوره هو أن يقوم بتحويل اللاعبين من دور الضحية إلى دور القائد وشخصية البطل، والتي يجب أن تتغذى بها اللاعبين، بالإضافة إلى تحفيزهم وتحميلهم مسئولية أخطاءهم في الملعب، والتأكيد لهم أنه لا يوجد دليل على أن شخص ثاني هو السبب ولكن أنت شخصيًا السبب ويجب أن تتحمل نتيجة أفعالك.

وأوضحت:” من المفترض أن نادي الزمالك أو أي نادي يكون لديه خطط وقواعد ثابتة من حيث فنيات اللعبة والاستعدادات والإجراءات، أي خطوات أقوم بتأديتها، لأنه عملي الأساسي وبحصل على مقابل مادي عليه، فعندما أتخلى عن دوري الأساسي، وأجد من يقوم بتحميل جهة أخرى مسئولية فشلي، فلن يسطيع النادي تحقيق بطولات، بل سيتمادى في ذلك”.

واستكملت حديثها:” الطبيب النفسي هنا، سيقوم بعقد جلسات مع اللاعبين لتصحيح الوضع والمسار الذي يسير عليه النادي، وهو مسار خطأ تمامًا ولا يناسب اسم وحجم نادي الزمالك”.

وأكدت، ان الطبيب النفس سيكون لديه عمل كثير على فكرة أن يجعل اللاعيين يجدوا في أنفسهم شخصية البطل، ويتحملوا مسؤولية أخطائهم ويعترفوا أمام أنفسهم والجماهير بأن ما حدث من خسائر قبل ذلك، كان سبب فشل من داخل النادي.

وأفادت:” الطبيب النفسي هيشتغل أيضًا على نقطة ثانية، وهي إن اللاعب لا يقوم بمقارنة نفسه بغيره، بمعنى أن محاولة إني أقوم بمقارنة نفسي طوال الوقت بالنادي الاهلي أو أي ناد آخر خطأ، يجب أن أشتغل على خطتي وأرفع من إمكانياتي الفنية، ولكن للأسف الشديد ما يفعله نادي الزمالك أنه طوال ينظر لغريمه الاهلي”.

واسترسلت:” أن المقارنة الذي يفعلها مسئولي الزمالك مع النادي الاهلي، طريقة ليس لها علاقة بالمنطق أو العقل، ولكن الحقيقة أن هناك فشل من اللاعبين أثناء المباريات، لكن ليس هناك أي شخص يقوم بتحمل المسئولية سواء في أمور إدارية، أو أمور فنية يتحملها الجهاز الفني مسئوليتها”.

‏وتشير دكتورة رشا، إلى أنه لا يوجد حساب صريح وواضح داخل نادي الزمالك، ولكن هو يتبع دائمًا طريقة تحميل الغير مسئولية الخطأ، وهو ما سيقوم الطبيب النفسي بتصحيحه.

وتؤكد أخصائية الإرشاد النفسي، أن الطبيب سيقوم بالتوضيح لهم أن الأخطاء السابقة هم أسبابها وليس الظروف أو طرف آخر، ومن أجل الوصول إلى شخصية البطل، يجب أن يكون لديك الحافز والدافع والإمكانيات لتصل لذلك، وأنني كلاعب يجب أن أكون على حجم الهدف الذي أسعى لتحقيقه.

واختتمت:” الطبيب سيكون له دور آخر مع إدارة نادي الزمالك، لأن جزء كبير من المشاكل النفسية بدور الضحية له علاقة بالإدارة التي تقوم بإطلاق الحجج الواهية، ويجب تصحيح الأمر من الداخل أولًا، والأخصائي النفسي سيقوم بالعمل على تصحيح المسار في الإدارة واللاعبين وجهازهم الفني”.

P