كان 365 | محاربو الصحراء والبحث عن لقب غائب من القرن الماضي
يشد محاربو الصحراء رحالهم إلى مصر من أجل تحقيق حلم طال انتظاره وامتد حتى وصل إلى 29 عام إلى الآن، متسلحا بمدربه الوطني ونجومه المتواجدين في أوروبا.
دائما ما يكون المنتخب الجزائري ضمن المرشحين لحصد اللقب الأفريقي الأغلى بسبب وجود لاعبين محترفين ومستوى متميز خلال رحلة الصعود، ولكن تكون النهاية محبطة لمنتخب الخضر وجماهيرهم، وهو ما يرغب جمال بلماضي وكتيبته الهروب منه في الرحلة الحالية.
نجمة وحيدة
الإنجاز الأكبر الذي حققه محاربو الصحراء كان على أرضهم ووسط جماهيرهم عام 1990 بقيادة الأسطورة الجزائرية، رابح ماجر على حساب المنتخب النيجيري في المباراة النهائية بهدف نظيف،بعدما أقصت المنتخب السنغالي في نصف النهائي بالفوز عليهم بهدفين مقابل هدف وحيد، لتعلق الجزائر أول نجم ذهبية على قمصانها بهذا اللقب.
واحتل الخضر الوصافة مرة واحدة في تاريخهم، وكانت قبل ذلك بعشر سنوات في نيجيريا، بعد خسارة المباراة النهائية على يد أصحاب الأرض، نسور نيجيريا بثلاثية نظيفة، عقب الإطاحة بالفراعنة من الدور نصف النهائي بفضل ركلات الحظ الترجيحية بعد أن فرض التعادل الإيجابي كلمته بهدفين لكل فريق، مكتفيا بالميدالية الفضية في هذه البطولة.
بصورة إجمالية خاض منتخب الأفناك 60 مباراة على مر تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية، حقق الفوز في 20 مواجهة وتعادل في 19 بينما تعرض إلى 21 هزيمة، ليكتب بذلك سجلا رقميا سيئا لمنتخب يعد ضمن الأقوى في القارة الأفريقية على مستوى اللاعبين.
تأهل سهل
حجز ثعالب الصحراء بطاقة التأهل نحو بطولة أمم أفريقيا الحالية بسهولة، عقب تصدر مجموعته في التصفيات برصيد 11 نقطة وفارق نقطة وحيد عن الوصيف بنين، وسجل محاربو الصحراء 9 أهداف فيما استقبلت شباكهم 4 أهداف.
واستهبلت الجزائر مشوارها في التصفيات بفوز على توجو بهدف نظيف وسط جماهيرها، قبل أن تتعادل إيجابيا مع جامبيا بهدف نظيف في ملعب الأخير، وينهي محاربو الصحراء مباريات الذهاب فوز ثاني على بنين بهدفين دون رد.
تكبد المنتخب الجزائري هزيمته الأولى في التصفيات على يد بنين بهدف نظيف في الجولة الرابعة، ليتبعها بانتصار عريض على توجو برباعية مقابل هدف وحيد خارج أرضية ميدانه، ليضمن بذلك بطاقة التأهل نحو كان 2019، ويختتم مشواره بتعادل مع جامبيا بهدف لكل فريق متصدرا مجموعته.
بطل إنجلترا والسفاح
يعول الشعب الجزائري على النجم رياض محرز، بطل الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي خلال الموسمين الماضيين، لقيادة المنتخب الوطني نحو النجمة الثانية عقب المستوى الملفت الذي يقدمه اللاعب في السنوات الماضية، ولكن يخيف الجماهير الجزائرية تذبذب مستوى اللاعب في مباريات المنتخب الوطني على الرغم من تألقه مع ناديه.
وشارك محرز مع المنتخب الجزائري في 44 مباراة سجل خلالهم 10 أهداف فقط، فيما سجل مع مانشستر سيتي في الموسم المنقضي خاض 43 مباراة سجل خلالهم 12 هدف بالإضافة إلى صناعة ثمان أهداف أخرى، وهذا ما يدل على تفاوت مستوى اللاعب مع فريقه والمنتخب الوطني، وهو ما تأمل الجماهير الجزائرية في أن يتخلص منه اللاعب.
السلاح الآخر الذي تنتظر منه الجماهير الخضراء الكثير هو بغداد بونجاح والذي يمر بفترة تألق غير مسبوقة مع فريقه السد القطري على مدار الموسم، مما جعل الشعب الجزائري ينتظر منه الكثير خلال هذه البطولة لحمل آمالهم رفقة محرز.
شارك بونجاح بقميص السد القطري في بطولة الدوري ودوري أبطال آسيا في 28 مباراة على مدار الموسم المنضي، سجل خلالهم 41 هدف وقام بصناعة تسعة آخرين، مما يجعلنا نصفه بالمهاجم “السفاح” الذي لا يرحم خصومه ولا يتوانى عن هز الشباك، ويبقى الاختبار الأهم هو ظهوره بنفس هذا المستوى الحاسم رفقة محاربي الصحراء.
طموح الشباب
يقود المنتخب الجزائري المدرب الوطني الشاب، جمال بلماضي صاحب ال43 عام بخبرته القليلة، حيث لم يسبق له خوض تجارب تدريبية سوى مع فريق الدحيل القطري بالإضافة إلى المنتخب القطري والذي لم يستمر معه سوى 8 مباريات فقط.
سبق وخاض محاربو الصحراء 9 مباريات تحت قيادة المدرب الشاب، فاز في خمس منهم وتعادل في ثلاث مناسبات بينما تعرض لهزيمة وحيدة، وقام بتجربة 46 لاعب خلال فترة قيادته الخضر منذ ما يقارب ال320 يوم، ليستقر على كتيبته النهائية التي ستخوض غمار الكان.
ويعتمد بلماضي على طريقة لعب 4/2/3/1 مستغلا وجود المهاجم بونجاح القوي والذي يستطيع تغطية المنطقة الهجومية بصورة مثالية، مع وجود إسلام سليماني ومحرز، ويعد الاختراق مع أطراف الملعب هو السلاح الأهم لدى المدرب الجزائري سواء عن طريق المهارة الفردية والدخول إلى العمق بالكرة أو الزيادة الهجومية لظهيري الجنب في الحالة الهجومية.
اختبار صعب
أوقعت القرعة محاربي الصحراء في مجموعة ليست سهلة على الإطلاق، بجانب المنتخب السنغالي الذي يطمح لحصد لقب أفريقي أول تاريخيا، بالإضافة إلى كينيا وتنزانيا الطموحين لتحقيق تأهل تاريخي في هذه النسخة من البطولة.
الصعوبة التي ستواجه الخضر ليست في حجز بطاقة التأهل شبه المحسومة بينهم وبين السنغال، وإنما ستكون تحقيق صدارة المجموعة للحفاظ على استقرار محاربي الصحراء في ملعب الدفاع الجوي وسلك الطريق المتوقع أن يكون أسهل نسبيا إلا في حالة حدوث أي مفاجآت، إضافة إلى الدفعة المعنوية الكبرى الذي سيحققها الجزائريون باحتلال صدارة المجموعة.
ويستهل المنتخب الجزائري مشواره في البطولة بملاقاة المنتخب الكيني، قبل قمة المجموعة الثالثة بين أسود التيرانجا مع محاربي الصحراء، ليختتم بعد ذلك مشواره في دور المجموعات بمواجهة تنزانيا.
وتقام مباريات هذه المجموعة على ستاد الدفاع الجوي القابع في العاصمة المصرية القاهرة.