محمد صلاح .. لماذا الصمت؟
حالة من الهجوم تعرض لها محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي مؤخرًا، بعدما التزم الصمت تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني خلال الفترة الحالية، وعدم تقديم أي كلمات دعم لـ فلسطين بعد القصف الإسرائيلي لقطاع غزة وسقوط مئات الشهداء والمصابين.
ويرى البعض أن محمد صلاح باعتباره واحد من أبرز نجوم الكرة العربية والعالمية ويتابعه الملايين من جميع أنحاء العالم كان واجبًا عليه أن ينشر رسالة دعم ومساندة للقضية الفلسطينية مثلما فعل العديد من النجوم في كافة المجالات في الآونة الأخيرة.
ولكن في ظل حالة الصمت التي تسيطر على محمد صلاح وعدم قيامه حتى بالرد على منتقديه وتبرير موقفه، قررنا التفكير سويًا بصوت عالي في أسطر هذا المقال لمحاولة الوصول لسبب واضح بخصوص موقف نجم ليفربول الصامت تجاه ما يحدث في غزة.
اقرأ أيضًا – بسبب فلسطين.. نجم منتخب الجزائر مهدد بالطرد من نيس
عزيزي القارئ إذا كنت متابعًا جيدًا لـ محمد صلاح منذ ظهوره على الساحة الكروية وبداية شهرته العالمية سوف تدرك أنه شخصية تميل إلى الصمت دائمًا تجاه القضايا المختلفة ولا يفضل إبداء رأيه أو وجهة نظره في أي قضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى لو الأمر يتعلق بكرة القدم ويكتفي بنشر بعض الأنشطة الخاصة وصور لأسرته ويبعد نفسه عن الجدل والنقاش حول القضايا المختلفة.
محمد صلاح قد يكون متعاطف بشكل كبير مع القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة ولكن طبيعة شخصيته تجعله لا يظهر هذه المشاعر عبر منشورات السوشيال ميديا وهذا أمر طبيعي بالنسبة للكثيرين، حتى أن كاتب المقال رغم أن قلبه يحترق حزنًا على ما يحدث للشعب الفلسطيني لكنه لم يكتب أي كلمات عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي يخص القضية.
محمد صلاح بالتأكيد دعمه للقضية الفلسطينية خاصة أنه يحظى بشعبية وجماهيرية عالمية، ولكن هناك آلاف المشاهير العرب في المجالات المختلفة كرة القدم والفن والسينما والإعلام لم ينشروا أي دعم لفلسطين عبر حساباتهم على السوشيال ميديا ورغم ذلك لم يلقوا كم الهجوم الذي تعرض له نجم منتخب مصر مؤخرًا.
عزيزي القارئ، هل سألت نفسك لماذا لم يتم مهاجمة كريم بنزيما صاحب الأصول العربية والذي يمتلك شعبية كبيرة على مستوى العالم، ليس هذا وحسب بل ويلعب في إحدى الدول العربية في صفوف نادي النصر أي يمتلك من الحرية القدر الذي يجعله يدعم فلسطين دون أي قيود أو عقوبات ورغم ذلك التزم الصمت أيضًا.
كما أن دعم بعض نجوم كرة القدم من لاعبي الصف الثاني أو اللاعبين الأقل شهرة في عالم الساحرة المستديرة للقضية الفلسطينية قد يكون له أسباب أخرى غير مباشرة مثل زيادة التفاعل على حساباتهم وزيادة عدد المتابعين وكسب بطولات زائفة.. بالتأكيد نحن لا ندخل في نواياهم ولكن هذا أمر وارد خاصة وأنهم لم يحظوا بجماهيرية كبيرة ودعمهم على مواقع التواصل لا جدوى كبيرة منه.
التزام محمد صلاح الصمت تجاه القضية الفلسطينية ليس صحيحًا بالطبع لكنه لم يخطئ أيضًا، ولا يستحق هذا الكم من الهجوم والانتقادات، فهو انسان حر في تصرفاته وكبير بالقدر الكافي حتى يحدد الصحيح والخطأ منها..أرجوكم اتركوه ولا تهدموه!