تحليل | مان سيتي وليفربول.. ذكاء جوارديولا بين الخطوط وسبب اختفاء ظهيري الريدز “صور”
توج نادي مانشستر سيتي بكأس الدرع الخيرية للمرة السادسة في تاريخه، وذلك على حساب ليفربول بركلات الترجيح، بعد نهاية الشوطين الأصليين بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
أراد يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول الإنجليزي، الفوز بأول ألقابه المحلية مع الريدز، وبيب جوارديولا رغب في تأكيد سطوته على إنجلترا، فتخلى كلوب عن شيء أساسي في تركيبته الفنية وهو دور المهاجم الوهمي الذي يقوم به البرازيلي روبرتو فيمرينيو ولم نشاهد الجودة المعتادة من ظهيري الريدز، وجوارديولا انتظم بعادته، الشوط الأول كان لصالح مان سيتي من جميع الاتجاهات والثاني كان لرفقاء محمد صلاح فدعونا نعرف السبب وبعض التفاصيل الفنية للمباراة.
مانشستر سيتي
كانت أول أفكار بيب جوارديولا لبناء الهجمة هو تواجد أكبر عدد من لاعبي خط الوسط بين الخطوط، فذلك منح السيتيزنز تفوق عددي في الثلث الدفاعي لليفربول، وهذه الفكرة تمت على خطوتين.
المرحلة الأولى تمثلت في الاختراق من العمق، حيث إنه عندما كان يتخلى ليفربول عن الضغط العالي، يتواجد مالايقل عن أربعة لاعبين من مانشستر سيتي بين الخطوط كما هو موضح بالصورة، فيمكن لرودي الذي كان المسؤول عن بداية الهجمة التمرير مباشرة لدافيد سيلفا أو كيفن دي بروين وحينها تتكون مواجهة 6 ضد 4 لصالح رجال جوارديولا.
نُفذت المرحلة الثانىة من خلال الأطراف حيث يتواجد أكبر عدد من لاعبي الوسط لمانشستر سيتي بين الخوط ويتم تجميع اللعب في جهة واحدة ثم يتم إرسال كرة قطرية لبيرناردو سيلفا المتاح أمامه مساحة جيده للاستلام ومن ثم تنفيذ خطورة على مرمى ليفربول.
المساحة خلف روبيرتسون، الظهير الأيسر للريدز، شكلت عائق كبير بالنسبة لليفربول، حيث إنه عندما كان يستلم بيرناردو سيلفا الكرة على الخط يتحرك تلقائيا دي بروين في المساحة خلفه خلال أنصاف المساحات (المساحة المتواجدة بين الظهير وقلب الدفاع) وفي مباراة اليوم كانت هذه السماحة متواجدة بين فان دايك، قلب دفاع ليفربول، وربويرتسون.
السبب في انخفاض مستوى مانشستر سيتي بالشوط الثاني هو المعدل البدني الغير جيد لأبناء جواريدولا، ويرجع ذلك بسبب اهتمام جوارديولا خلال الفترة التحضيرية بالنواحي الفنية بنسبة 70%، بينما الأمور البدنية لها 30% فقط من الجوله الاستعدادية، فسر جوارديولا ذلك الأمر من قبل بأنه يعتمد على المباريات في رفع الحالة والمعدل والبدني للاعبيه.
ليفربول
عمل ليفربول في بداية المباراة بأسلوبه المعتاد وهو الضغط العالي وتكوين كماشة حول رودي لمنعه من بدأ الهجمة
كما نلاحظ بالصورة، صلاح وأوريجي يقوما بعملية الضغط، بينما فيرمنيو يغلق المساحات التي من الممكن أن تمرر بها الكرة إلى رودي بالإضافة لتواجد ثلاثي من خط وسط الريدز يقوموا بعملية حصار على رودي.
لم ينجح الضغط العالي في معظم أوقات المباراة بسبب المساحات المتواجدة لظيهري مانشستر سيتي، كما أن رودي نجح بشكل كبير في الخروج من تلك الأزمة التي خلقها له كلوب.
محمد صلاح
اعتمد كلوب كثيرا في مباراة اليوم على الكرات الطولية لمحمد صلاح، الأمر الذي نجح فيه الأخير بشكل كبير لكن سوء الحظ كان رفيق للنجم المصري طوال فترات اللقاء.
اختفاء الظهيرين لليفربول
لم يقدم كل من ترينت أرنولد وروبيرتسون المنتظر منهم اليوم ويرجع ذلك إلى سببان أولهم يرجع لكلوب والآخر لجواردويلا.
المعتاد أنه عندما يهاجم الظهير يدافع معه جناح الفريق الآخر، لكن ماحدث اليوم غير ذلك فعندما يتم إرسال الكرة لروبيرتسون يظهر تلقائيا كايل والكر، الظهير الأيمن لمانشستر سيتي، ويقوم بعملية الضغط عليه، نجح والكر بشكل كبير في هذا الأمر وحد من خطورة روبيرتسون.
خلال بعض أوقات المباراة كان يهبط محمد صلاح للعمق قليلا، ومن المفترض أنه عندما يحدث ذلك ينطلق الظهير ليكون جناح في المساحة الفارغة،لكن ماتم تنفيذه بأرضية ملعب ويمبلي اليوم مغاير تماما، عندما يهبط صلاح يتحول هندرسون لجناح بينما يبقى أرنولد كلاعب خط وسط لحماية تلك المنطقة، وهنردسون غير جيد بالواجبات الهجومية فلم نلاحظ أي تأثير إيجابي منه.
لم يقم فيرمينيو بدور المهاجم الوهمي اليوم والتزم بمكانه كمهاجم صريح، الأمر الذي أفقد كلوب الكثير من المساحات التي كان يخلقها فيرمنيو له بفضل ذكائه.
تغييرات كلوب كانت جيدة فماتيب أحرز هدف التعادل، و آدم لالانا ونابي كيتا وشاكيري أضافوا العمق الهجومي الذي افتقده الرديز بالمباراة.
خلاصة القول، جواريدولا تعامل مع المباراة بشكل جيد للغاية من النواحية الفنية، لكن نقص العامل البدني أثر عليه بشكل كبير، كلوب تخلى عن دور المهاجم الوهمي ولن يستطع الريدز المنافسة على الدوري في غياب ذلك الدور إلا في حالة التعاقد مع صانع ألعب مميز.