فيتوريا والتحدي الكبير
عندما ظهر مع منتخب مصر الأول في يوليو العام الماضي، بدا وكأنه يحمل على عاتقه مهمة إنقاذ الفراعنة، ولاسيما من حالة اللامبالاة وانعدام الشغف لدى الجماهير، والذي سيطر عليهم في السنوات الأخيرة بسبب الإخفاقات المتعددة.
ورغم أنه حقق سلسلة من المباريات التي يشهد لها الجميع، بعدما خاض 7 مباريات بـ7 انتصارات ودية ورسمية، إلا أنه لا يجب المبالغة في تشبيه بحسن شحاتة، المدرب الأسطوري في تاريخ الفراعنة، والذي قاد الجيل الذهبي للتتويج بالثلاثية التاريخية.
وقاد فيتوريا منتخب مصر حتى الآن أمام خصوم متواضعة فنيًا، وأقل من الفراعنة على الورق وفي سجلات التاريخ، باستثناء مواجهة بلجيكا المدجج بالنجوم في إعداده لكأس العالم، وحقق فيها المنتخب مفاجأة ساحقة بالفوز على المصنف الثاني عالميًا.
وبخلاف ذلك فإن مواجهات مثل النيجر، مالاوي، غينيا لا تعد اختبارًا حقيقيا لكتيبة فيتوريا، وإن كانت تلك المنافسات اضطرارية بسبب تصفيات أمم أفريقيا، فلماذا لم يقع الاختيار في المباراة الودية على منتخب قوي فنيًا بدلًا من جنوب السودان المؤسس حديثًا؟؟.
وهو ما يدعو للتريث قبل الحكم على مدرب الفراعنة الجديد سواء بالنجاح أو الفشل، في انتظار خوض مواجهات حقيقية تكشف أداء المنتخب تحت القيادة البرتغالية، حيث يسير معه بخطى ثابتة حتى الآن والتأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2023.
ونترقب جميعًا مباريات تصفيات كأس العالم المقبلة، ورغم أن المنتخب سيكون ضمن التصنيف الأول، إلا انها دائمًا ما تحمل المفاجآت، خاصة في ظل الضغوطات التي سيخوض بها الفراعنة التصفيات وحلم الصعود للمونديال للمرة الثانية للجيل ذاته بعد نسخة روسيا 2018، والذي يراود 120 مليون مصري يأملون في عودتنا لمنصات التتويج القارية، والظهور العالمي بأداء يليق باسم المنتخب، وليس الأداء المشرف المعتاد.