كيف تحول الزمالك من بطل إلى قنبلة هزائم؟ (خاص)
“دوام الحال من المحال ولا تلبث الأمور أن تستقر للأبد”.. الزمالك بات على صفيح ساخن منذ بداية العام الحالي، إثر الضربات التي يتلقاها الأبيض من تراجع في النتائج وأزمات مستمرة.
الزمالك “المُنتشي” يصطدم بتحديات الموسم الكروي الجديد 2022-2023، من سوء النتائج على المستوى المحلي والإفريقي وأزمات تضربه.
الزمالك بدأ الموسم الحالي بانتصارات على المستوى المحلي وفي الدور التمهيدي في دوري أبطال أفريقيا، قبل أن يسقط أمام الأهلي في كأس السوبر المصري بهدفين مقابل هدف، ليتذبذب مستواه ويعود مرة أخرى ثم يبدأ مسلسل نزيف النقاط.
الفارس الأبيض بعد خسارة لقب السوبر، تعادل في مباراتين في الدوري مع إنبي والمصري، ثم حقق 4 انتصارات متتالية ضد طلائع الجيش وبيراميدز والبنك الأهلي وحرس الحدود قبل أن يتعادل مع المقاولون ثم ينتصر على الإسماعيلي بثلاثية مقابل هدف في آخر مباراة له في عام 2022.
وتسببت خسارة الزمالك لقب كأس السوبر المصري أمام الأهلي، في رحيل زكريا الوردي أحد الصفقات الصيفية للأبيض، حيث أخطأ في تمرير الكرة خلال الهدف الأول الذي أحرزه برونو سافيو.
كما شهدت الانتقالات الشتوية المنقضية رحيل إمام عاشور عن الزمالك، إلى نادي ميتلاند، رغم أنه أحد أهم العناصر الأساسية في تشكيلة الفارس الأبيض.
ومع إنطلاق عام 2023، تغير الوضع تمامًا ليعاني الزمالك من هبوط في المستوى، منذ الخسارة أمام أسوان بهدفين مقابل هدف يوم 2 يناير الماضي، ثم التعادل مع الداخلية بهدف لمثله ثم تعادل سلبي مع الاتحاد السكندري.
وتلقى الزمالك ضربة جديدة بعد وداع كأس مصر على يد بيراميدز بركلات الترجيح في المباراة التي جمعت بينهم في نصف النهائي، يوم 16 يناير الماضي.
وواصل الزمالك مسلسل السقوط، بعد الهزيمة من الأهلي في بطولة الدوري يوم 21 يناير بثلاثية نظيفة، ثم سقوطه بثنائية لهدف أمام غزل المحلة.
وعاد الزمالك لسكة الانتصارات بفوز صعب على فيوتشر بنتيجة هدفين مقابل هدف، ليسقط من جديد بهزيمة مهينة أمام فاركو بثلاثية نظيفة، وفي أول أختبار له في دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا خسر من شباب بلوزداد على ستاد القاهرة بهدف نظيف.
ولعب الزمالك منذ بداية العالم الحالي( 2023) 9 مباريات حقق الفوز في مباراة وحيدة وتعادل في مباراتين وخسر في 6 مواجهات، وسجل 6 أهداف وسكن شباكه 14 هدف.
الفريق الأبيض يعاني من أزمة مالية كبيرة، بسبب الحجز على أرصدته في البنوك، بعدما حصل رجل الأعمال ممدوح عباس ورئيس القلعة البيضاء الأسبق، على 100 حكم قضائي ابتدائي واستئنافي عن مستحقاته المالية لدى النادي منذ عام 2015، 2016.
“فلاش باك”.. الزمالك يتوهج محليًا ويفشل إفريقيًا والأزمات تحاصره (2020-2022)
وبالعودة إلى فترة التوهج التي شهدتها القلعة البيضاء من انتصارات وبطولات، بداية من عام 2020، حيث احتفل الزمالك ببطولتين في أسبوع واحد على حساب الترجي التونسي والأهلي في كأس السوبر الأفريقي والمحلي.
وفي عام 2020، وتحت قيادة الفرنسي باتريس كارتيرون مهمة إدارة الزمالك الذي تولى المهمة عقب الصربي ميتشو، نجح في تصحيح الأخطاء بفضل الاستقرار ووجود لاعبين يمتلكون مستويات مميزة أمثال فرجاني ساسي وأشرف بن شرقي وطارق حامد وغيرهم.
كارتيرون قاد الزمالك للفوز على الترجي التونسي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف في كأس السوبر الأفريقي الذي أقيم في الدوحة خلال شهر فبراير 2020، ثم انتقل الى أبو ظبي ليفوق بكأس جديدة على حساب الأهلي، حيث حصد السوبر المحلي بركلات الترجيح بعدما انتهى اللقاء بالتعادل السلبي.
وبعد نشوة الانتصار بالبطولتين، اصطدم بأزمة انسحابه من مباراة القمة أمام الأهلي في الدوري، في واقعة شهيرة “تعطل حافلة الفريق”، ليحصد المارد الأحمر الثلاث نقاط دون نقطة عرق واحدة.
الأبيض في موسم 2019-2020، لم ينجح في حصد لقب الدوري المصري بعدما فرط في العديد من النقاط، ليحققه الأهلي بفارق 21 نقطة، حيث حصد الزمالك 68 نقطة من 21 انتصار و8 تعادلات و5 هزائم فقط في الوصافة مقابل 89 نقطة للأحمر.
ووجه الزمالك تركيزه نحو مشواره الأفريقي، قبل أن يصطدم في أزمة الرحيل المفاجئ لمدربه كارتيرون إلى التعاون السعودي، قبل أسابيع من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.
واتجهت إدارة الزمالك للتعاقد مع البرتغالي باتشيكو، ونجح في تخطي عقبة الرجاء في مباراتي الذهاب والإياب، ليضرب موعدًا مع الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا.
وفي نهائي القرن، خسر الزمالك أمام الأهلي بنتيجة هدفين مقابل هدف، لتكون ضربة مزدوجة، بخسارة البطولة الأغلى، وإعلان اللجنة الأولمبية عن إيقاف رئيس النادي مرتضى منصور لمدة 4 سنوات، وذلك بعدما رصدت اللجنة المالية بوزارة الشباب والرياضة بعض المخالفات، وبالفعل رحل المجلس وتم تعيين لجنة مؤقتة.
وكانت آخر صدمات الزمالك في نهاية عام 2020، هي الخسارة من طلائع الجيش في نصف نهائي كأس مصر بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.
وشهد عام 2021 تولي 4 رؤساء لإدارة نادي الزمالك في عام واحد، حيث تولى اللواء عماد عبدالعزيز رئاسة النادي خلفًا للمستشار الراحل أحمد بكري، والذي توفى بعد 25 يومًا، ثم تولت لجنة حسين لبيب العمل يوم 19 مايو الماضي، ثم رحلت يوم 21 نوفمبر، قبل أن يعود المستشار مرتضى منصور من جديد لرئاسة القلعة البيضاء يوم 29 نوفمبر، بعدما قضت محكمة القضاء الإداري برفض قرار وزير الشباب والرياضة.
وخلال فترة حسين لبيب، نجح الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك في حسم لقب بطولة الدوري المصري الممتاز للمرة الـ13 في تاريخه قبل انتهاء المسابقة بجولة واحدة.
وتلقى الزمالك صدمة قوية خلال عام 2021 بعدما قرر الفيفا منع النادي من القيد لفترتين متتاليتين بسبب أزمة اللاعب الناشئ حسام أشرف مع أحد الأكاديميات الكاميرونية، وبسبب منع القيد رحل محمود شبانة وعمر كمال عبدالواحد وحمدي النقاز.
عام 2021، شهد فقدان الزمالك لأحد عناصره الأساسية الهامة بعدما رحل مصطفى محمد إلى صفوف جالطة سراي التركي في أول تجاربه الاحترافية، بالإضافة إلى رحيل فرجاني ساسي إلى الدحيل القطري.
عام جديد يتوهج فيه الزمالك محليًا، حيث يعد عام 2022 أحد أكثر الأعوام نجاحًا للفارس الأبيض، بعدما حقق بطولة الدوري للمرة الثانية على التوالي، وكأس مصر، ولكنه أخفق إفريقيًا بالخروج من مجموعات دوري أبطال أفريقيا للعالم الثاني على التوالي، حيث رحل كارتيرون وتولى جوسفالدو فيريرا بدلًا منه.
وخلال عام 2022، خاض الزمالك 57 مباراة في كل البطولات فاز في 35 مباراة وتعادل في 12 مواجهة وخسر 10 مباريات وسجل 89 هدفًا ودخل مرماه 45 آخرين.
بينما على مستوى بطولة الدوري فقط خاض 36 مباراة انتصر في 25 لقاء وتعادل في 7 مواجهات وخسر 4 آخرين وسجل 65 هدفًا ودخل مرماه 26 آخرين.
وتواصل موقع “كورة 365” مع أشرف يوسف، أحد نجوم الزمالك في فترة التسعينيات، للحديث عن الوضع الحالي داخل القلعة البيضاء.
أشرف يوسف كان لاعبًا مميزًا في قيادة الجبهة اليسرى لفريق الزمالك خلال فترة التسعينيات، حيث قضى 5 مواسم مع القلعة البيضاء من موسم 1990 وحتى 1995.
وقال أشرف يوسف في تصريحات خاصة لـ “كورة 365″:” لا يوجد أزمة إذا خسر الزمالك مباراة أو اثنين لوجود تذبذب في المستوى، ولكن الوضع الحالي صعب خلال شهر لم يحقق الفريق سوى فوز وحيد”.
وتابع:”هناك حالة من عدم الاستقرار المادي داخل نادي الزمالك، وتوجد أزمات تواجه القلعة البيضاء ومن الممكن أن تكون متصدرة من خارج النادي”.
واستكمل:” ما يؤثر على الزمالك ليست مشكلة في عدم استقرار الجهاز الفني ولكنها أزمة مالية تؤثر بشكل كبير حتى على قطاع الناشئين، حيث لم يتقاضى الرواتب منذ 5 شهور”.
وواصل:”الحجز على أرصدة الزمالك تسبب في مشكلة مالية كبيرة، والظروف المادية وقعت الزمالك، وهي بتأثر على أي نادي مثل الإسماعيلي”.
وعن فشل صفقات الزمالك الجديدة، قال:” عندما انضممت إلى الزمالك كنت لاعبًا في المنيا، وأول مباراة لي مع الأبيض كانت في أفريقيا ولم أقدم مستوى جيد في البداية”.
واستكمل:”تعاقد الزمالك مع صفقات جيدة وحصلوا على فرصة للمشاركة ولكنها لم تظهر بشكل جيد”.
وأضاف:”الصفقات جاية في ظروف صعبة عشان يشيلوا الزمالك، لكن النادي مش قادر يشيلهم بسبب الأزمة المالية، وكل ده هيخلص إذا حققنا الفوز أمام سموحة غدًا”.
وعن مرتضى منصور، قال:” لديه مزايا وعيوب ولازم يتدخل لحل أزمات الزمالك في ظل وجود تقصير من اللاعبين ويجب أن يكون هناك عقوبات مالية عليهم”، مضيفًا:”هناك عداوات ضد مرتضى منصور وهو أسلوبه كده، ولازم يتعامل مع الناس بمعاملتهم”.
واتجه للحديث عن رحيل إمام عاشور وأزمة المنشطات لـ فتوح وجمعة، حيث أكد أن نادي الزمالك اضطر للتفريط في إمام عاشور والموافقة على بيعه بسبب الأزمة المالية التي يعاني منها النادي.
وأكد أن الحديث عن تعاطي ثنائي الزمالك للمنشطات، لا أساس له من الصحة، وأن اللاعبين في مصر تتناول مقويات ومكملات غذائية وليست منشطات.
واستطرد:”المشاكل المادية والهزة التي حدثت في الفريق والعامل النفسي أثروا بشكل كبير على الأبيض، وفي دوري أبطال أفريقيا ليست المرة الأولى التي يخسر فيها أولى مبارياته ثم يعود ويحقق الفوز”.
واختتم:”الاستقرار المادي هو الأساس، والأزمة المالية لم تؤثر على الفريق الأول فقط، ولكن أثرت على قطاع الناشئين خاصةً أن القطاع يقوم بـ استئجار الملاعب لخوض المباريات”.