“سعيد الحظ من يصل إلى أهدافه ولكن المثالي هو من يجدد حوافزه ليُثبت كفاءته”.. النادي الأهلي كان شاهدًا على لاعبين فقدوا بريقهم داخل جدرانه رغم تألقهم خارج أسوار التتش.
ويُسلط موقع “كورة 365” الضوء على بعض اللاعبين الذين فشلوا في إثبات كفاءتهم مع الأهلي رغم تألقهم في أنديتهم السابقة، وأسباب ذلك ما بين “الجانب الفني والنفسي”.
البداية مع حسام حسن، الذي رحل خلال فترة الانتقالات الشتوية المنقضية إلى فريقه السابق سموحة، بعدما قضى موسم ونصف داخل القلعة الحمراء دون أن يثبت شراسته الهجومية، رغم عدم مشاركته أساسيًا بصفة مستمرة.
حسام حسن، خاض بقميص الأهلي 41 مباراة في مختلف البطولات لم يحرز سوى 4 أهداف فقط وصنع 3 آخرين، وبالمقارنة مع فترته داخل نادي سموحة، (شارك في 162 مباراة سجل خلالها 49 هدفًا وصنع 10 أخرين، قبل انضمامه إلى القلعة الحمراء).
وعقب رحيل حسام حسن في الميركاتو الشتوي المنقضي، وفي أول ظهور له مع سموحة سجل هدفين في شباك طلائع الجيش، ثم هدف ثالث أمام الأهلي في كأس مصر، وصنع هدف في مباراة سيراميكا كليوباترا وآخر في لقاء إنبي وضد المصري البورسعيدي (سجل 3 وصناعة 3 أهداف).
وكان الأهلي تعاقد مع والتر بواليا خلال الساعات الأخيرة من عام 2020، قادمًا من نادي الجونة، ولكن لم يشارك سوى في مباريات قليلة.
بواليا قبل انضمامه إلى الجونة تألق بشكل كبير مع فريق نكانا منذ عام 2016 وحتي 2019، حيث توج معه بلقب الدوري ولقب هداف الدوري في موسمه الاول برصيد 24 هدفًا.
وخلال الموسم الثاني لـ بواليا مع نكانا سجل 9 أهداف، و10 أهداف في الموسم الثالث، ثم انتقل إلى الجونة في موسم 2019-2020.
وشارك بواليا مع الجونة في 35 مباراة سجل خلالها 16 هدفًا وصنع هدف وحيد، على عكس فترته مع الأهلي رغم قلة مشاركاته، حيث خاض بقميص القلعة الحمراء 11 مباراة سجل خلالها هدفين وصنع 2 آخرين،
بواليا كان سجل أول أهدافه مع الأهلي في كأس العالم للأندية، في مرمى الدحيل القطري في ربع النهائي ولكن الحكم ألغاه بداعي التسلل.
وتعاقد النادي الأهلي مع السنغالي أليو بادجي في 16 يناير 2020، قادمًا من نادى رابيد فيينا النمساوي، لمدة 4 سنوات، مقابل 2 مليون يورو.
بادجي، خاض بقميص القلعة الحمراء 18 مباراة في بطولة الدوري المصري، سجل خلالهم 4 أهداف وصنع 6 آخرين، بينما شارك في مباراتين في كأس مصر وصنع هدفًا، كما صنع هدف آخر في 4 مباريات شارك فيهم ببطولة دوري أبطال أفريقيا ( 4 أهداف وصناعة 8).
وخلال الأشهر التي قضاها بادجي مع الأهلي حقق 3 بطولات مع القلعة الحمراء وهم الدوري المصري وكأس مصر ودوري أبطال إفريقيا.
وعقب رحيل بادجي عن الأهلي، تألق بشكل كبير مع فريق أميان الفرنسي، حيث خاض في الموسم الماضي ما يقرب من 29 مباراة بمختلف المسابقات سجل 13 هدفًا وصنع 3 أخرين.
وقبل انضمام بادجي إلى الأهلي، قدم مستوى مميز مع فريقه السابق رابييد فيينا النمساوى، خلال موسم 2019 لعب معه 34 مباراة وأحرز 9 أهداف وصنع 3 أخرى، وفي الموسم التالي وقبل انتقاله إلى القلعة الحمراء، شارك في 16 مواجهة وسجل 3 أهداف وصنع هدف آخر.
وفي حكاية أخرى، انضم الموزمبيقي لويس ميكيسوني، إلى النادي الأهلي في 26 أغسطس 2021، قادمًا من نادي سيمبا التنزاني، ولكن تجربته داخل جدران القلعة الحمراء لم تكن ناجحة.
ميكيسوني، شارك مع النادي الأهلي، في 28 مباراة بمختلف البطولات، تمكن من تسجيل 5 أهداف، وصنع هدف وحيد (1346 دقيقة).
تجربة ميكيسوني مع سيمبا، قبل انضمامه إلى الأهلي شارك مع الفريق التنزاني في 25 مباراة سجل خلالهم 15هدف وصنع 9 أهداف.
هناك العديد من نماذج اللاعبين الذين حضروا إلى الأهلي ورحلوا سريعًا بعد فشلهم، أمثال الجنوب أفريقي فاكاماني ماهلامبي، الذي انضم في بداية موسم 2017 / 2018، وشارك في 15 مباراة أحرز خلالها هدف وحيد، ثم رحل إلى صن داونز بعد فشله.
بالإضافة إلى الإثيوبي صلاح الدين سعيدو، الذي تألق في الدوري المصري مع وادي دجلة، الذي فقد حِسه التهديفي منذ أن وطأت قدماه القلعة الحمراء، حيث فشل في موسمه الأول ليرحل.
والنسر النيجيري المكسور الجناح ” هنري ماكينواه”، الذي انضم إلى الأهلي عام 2004 لمدة 4 أشهر فقط، أحرز هدفًا وحيدًا ثم رحل، بالإضافة إلى العديد من اللاعبين الآخرين.
“كورة 365” تواصل مع أحمد بلال نجم النادي الأهلي السابق، حول الجانب الفني لعدم نجاح تجاربهم مع القلعة الحمراء.
وقال أحمد بلال في تصريحاته لـ كورة 365:”الأهلي يحتاج لاعبين بـ”كواليتي” معين مثل اللاعبين الدوليين وأصحاب الخبرة القادرين على صنع الفارق”.
وتابع:” الأهلي يحتاج لاعب منتخب فاهم تكتيكيًا، ولعب تحت ضغوط كبيرو سواء جماهيرية أو ضغوط مباريات كبيرة، لذلك يجب أن يكون اللاعب المنضم هو لاعب منتخب”.
وأضاف:” يجب على الأندية الكبرى مثل الأهلي أن تختار بعناية وبالأخص بالنسبة للاعبي الخط الأمامي، فالنادي ليس حقلاً للتجارب”.
واختتم:” التعاقد مع لاعب محلي لم يسبق له اللعب الدولي سواء في المنتخبات الصغيرة أو الكبيرة يعتبر مجازفة قد تكون ناجحة أو فاشلة”.
ومن الناحية النفسية، تواصل “كورة 365″، مع الدكتورة رشا سلامة، أخصائية إرشاد نفسي وأسري، للحديث عن الجانب النفسي وتأثيرة على اللاعبين.
وقالت د/ رشا سلامة:”انتقال لاعب من نادي إلى آخر جماهيري، له بُعد نفسي وتأثير كبير على اللاعب، بسبب البيئة المحيطة بهم”.
وتابعت:”اللاعب يتأثر ببيئة العمل المحيطة به، وبالحافز الذي يمتلكه داخله لأن الحافز هو من يدفعه للعمل، حيث قد يشعر بعدم التكيف مع البيئة الجديدة( الفريق أو قرارات الإدارة أو نظام الإدارة).
وأضافت:”عدم تكيف اللاعب مع ناديه الجديد قد يكون بسبب سقف التوقعات من حيث المعاملة والتصرفات والقرارات، قد يتعرض لمفاجأة مع البيئة المحيطة به أثناء التمرين واللعب والتعامل مع المدير الفني والإدارة”.
وأوضحت:”سقف توقعات اللاعب له عامل كبير في التأثير عليه، فقد يكون منضم إلى النادي بسقف توقعات مرتفع من معاملة أو الظهور بشكل أكبر أو دوافعه بتحقيق نجاحات وأداء أفضل مما مضى، وإذا لم يحدث ذلك، تنتابه حالة من الإحباط، لأنه يكون لديه رغبة في الوصول لما رسمه في مخيلته”.
واستكملت:”عدم الإلتزام ببعض بنود العقد أو وجود مشاكل مادية في ناديه الجدبد أو طريقة التعامل معه وعدم سداد مستحقاته، يؤثر بشكل كبير على نفسيته، وهو ما ينعكس على أرض الملعب”.
وأشارت:” الهدف الذي يضعه كل لاعب من الانتقال إلى النادي، له تأثير كبير، سواء كان هدفًا ماديًا أو معنويًا أو بحثًا عن شهرة وأن يكتب اسمه في تاريخ النادي”.
وواصلت:” دعم الجماهير له تأثير كبير على اللاعب، خاصةً أنه قد يكون متوقع دعم ومديح من الجماهير ولكنه يفاجئ بـ ردود الفعل السلبية بعد أداء سلبي أو ظهور بشكل أقل مما كان يظهر عليه”.
وأفادت:” تواجد اللاعب على مقاعد البدلاء له تأثير على نفسيته وعلى سلوكه مع المحيطين به، ويبدأ في أن يتأثر ويتغير أداؤه”.
واستطردت د/ رشا حديثها، قائلة:” الحافز له عامل كبير في الشكل الذي يظهر عليه اللاعب لأنه يتحرك على أساس حوافزه”.
وقالت “حافز اللاعب مع ناديه السابق يكون كبير من أجل رغبته في الظهور بشكل جيد بحثًا عن لفت أنظار الأندية الكبيرة، وعندما يحقق ما كان يسعى له وينضم بالفعل لأحد الأندية، يكون لديه توقع بأنه سيستمر على هذا المنوال في الأداء والظهور ولكنه يكتشف بوجوده على مقاعد البدلاء مثلًا”.
واختتمت:”العامل النفسي يؤثر بشكل كبير على اللاعب ويحدث له اضطراب في سلوكه مع عمله ومع البيئة المحيطة به”.