مبابي يستمر!.. هل بدأ لابورتا يفكر في مسألة فينيسيوس؟

كيليان مبابي - خوان لابورتا - برشلونة - باريس سان جيرمان

في الـ24 من شهر يوليو الماضي، وخلال تجدد ارتباط كيليان مبابي بقوة بالانتقال لـ ريال مدريد، فاجأت صحيفة “ليكيب” الجميع بالقول أن برشلونة يجري محادثات ملموسة للتعاقد مع الفرنسي.

والحقيقة أنه مع صعوبة تصديق جزء هام من جماهير برشلونة ذلك لأسباب ليس أقلها الوضع المالي المتأزم للنادي، فإن البارسا قطع الشك باليقين بنفي هذه المعلومات عبر الصحف الإسبانية، لكن ليكيب أصرت على انفرادها.

جاء ذلك بعد أسبوع خلال سرد ليكيب كواليس رحيل ديمبيلي إلى باريس، لافتة إلى أنها نقلًا عن بيئة عثمان، حيث كشفت أن إقدام برشلونة على دمجه في عرض لضم مبابي، بجانب بابلو جافي، أغضبه وجعله يقرر نهائيًا المغادرة.

بين نفي برشلونة وإصرار ليكيب، يمكن القول أنه إذا كانت تقارير الصحيفة الفرنسية لم تخلق افتراضية حقيقية أو ملموسة لانتقال مبابي للبارسا، بين جموع جماهيره وبشكل عام، فإنها على الأقل خلقت تساؤلًا، مع تشّكّل بعض المحاور والمعطيات.

السؤال المحظور كرويًا

“هل يمكن أن ينتقل مبابي إلى برشلونة؟” اللاعب صاحب قصة الحب الشهيرة مع ريال مدريد، والصفقة الموعودة دائمًا للميرنجي، هل ينتهي به الأمر بقميص الغريم التاريخي للملكي؟.

لا يمكن بالتأكيد إقصاء حقيقة أن ريال مدريد هو الرقم الأهم في معادلة مستقبل مبابي للأسباب المعروفة، لكن على مر السنوات يبدو أيضًا أنه تشكل صورة لـ سيناريو مضاد لهذه الفرضية الشهيرة بعد بعض التطورات، تغذي الاحتمالات الآخرى.

بين هذه السطور، فإنه وفقًا لتقارير فرنسية، فإن مبابي يعتزم الرحيل نهاية هذا الموسم بعد اتفاقية سنوضح تفاصيلها لاحقًا.

ولكن ماذا الآن عن هذا السيناريو المضاد؟ هل يوجد عناصر أو معطيات تناهض انتقال مبابي إلى ريال مدريد؟ الحقيقة، إذا احتكمنا للمنطق نعم.

ببساطة مثل ذاك الطرح أو الاعتراض الشهير حول كيفية الجمع بين مبابي وفينيسيوس جونيور، حيث يشغل الثنائي نفس المركز، جناح هجومي على الجهة اليسرى، ويقومان بنفس الأدوار تقريبًا.

وهنا الحديث ليس عن أي لاعب بل عنصر محوري وهام جدًا في حاضر ومستقبل ريال مدريد، في المقابل كان مبابي واضحًا وحازمًا بخصوص رغبته في اللعب بهذا المركز في تصريحات بعد إحدى مباريات منتخب فرنسا.

هذا الأمر سيقودنا إلى مُعطى آخر، أن الهيكل والتشكيل الهجومي لـ ريال مدريد يظهر أنه يحتاج أكثر إلى مهاجم، حيث يُكمل هذا الدور عمل الثنائي أو الثلاثي الأمامي للميرنجي مقارنة بـ مبابي، ويمنحه التنوع.

وللمفارقة، فإن الاسم الساخن الآخر داخل مكاتب ريال مدريد، إلى جانب مبابي، هو مهاجم، وليس أي شيء، إنه الرقم الصعب في كرة القدم الآن، إيرلينج هالاند.

في تقرير لصحيفة “سبورت” الإسبانية مؤخرًا، كشفت أن خيار هالاند بدأ يكتسب قوة على مبابي داخل ريال مدريد، خاصة مع الغضب المكبوت في النادي تجاه الفرنسي بسبب سيناريو السنتين الماضيتين.

في هذا السياق المضاد، هناك أمر آخر في الخلفية، أن منطقة الأهمية والنجومية في ريال مدريد أصبحت تزخر بالأشخاص، ذلك بعد وصول جود بيلينجهام وتألقه المدهش في الانطلاقة الأولى مع الفريق.

بعبارة آخرى، فإن ريال مدريد أصبح يمتلك على الأقل مشروعين لـ كرة ذهبية، فينيسيوس وبيلينجهام، وبالتالي كيف سيكون الوضع بإحضار لاعب آخر يضع نصب أعينه على هذا الهدف ويتضارب في الأدوار تكتيكيًا مع أحدهما، هل سيكون صحيًا للطرفين؟.

قد تكون سجلت الاستنتاج الآن، أن هامش المناورة والمحاولة للأندية الآخرى مثل برشلونة في التعاقد مع مبابي يعتمد على سيناريو مضاد لوصوله إلى ريال مدريد، ويبدو أنه موجود.

برشلونة والصفقات نقطة نظام

يتصدر المشهد في برشلونة مؤخرًا، خاصة عند الحديث عن الصفقات، حالة الوضع المالي للنادي، والذي يعاني كثيرًا ويعيق إبرام تعاقدات، فما بالك لو كان الحديث أو حتى أطرافه عن مبابي.

لكن الحقيقة رغم فجاجة الطرح بالنظر لمعطيات الوضع الحالي، فإن هناك مُعطى هام تأكد في الأيام الماضية، من شأنه منح هذا الافتراض شكل من الجدية.

هل تتذكر ما أخبرتك به في الفقرة السابعة، حول رحيل مبابي، حيث هذا ما كشفت عنه صحيفة ليكيب في تقرير لها منذ أسبوعين.

أوضحت الصحيفة الفرنسية أن عودة مبابي للمشاركة مع فريق باريس جاءت بعد الاتفاق مع النادي على التنازل عن مكافأت مالية تزيد عن 100 مليون يورو وقضاء هذا الموسم دون تجديد والرحيل مجانًا في نهايته.

عند هذه النقطة، يظهر برشلونة ويكون خوان لابورتا هو الشخص الهام في القصة، حيث نجم عالمي بهذه القيمة متاح بالمجان، هل الرئيس يتطلع لأمر ما؟

من المفهوم في كل الأحوال، أنه في فرضية التجاوب الإيجابي لـ لابورتا بخصوص التعاقد مع مبابي، فإن برشلونة سيكون عليه بذل جهد ضخم لتهيئة الوضع المالي لهذه العملية، خاصة وأنها لا تنطوي فقط على مجرد دفع راتب كبير للفرنسي.

وفي مرحلة متطورة من هذ الافتراض، فإن هناك بعض النقاط التي قد تساعد في تشكيل التصوّر، سواء فيما يخص إقدام برشلونة على المحاولة لضم مبابي، أو نظرة اللاعب لهذا الاحتمال والخيار.

-الأولى تتعلق بالوضع المالي لـ برشلونة، حيث أن أساس الخروج من الأزمة الاقتصادية هو النجاح الرياضي، بمعنى أن استمرار فوز برشلونة بالألقاب هذا الموسم سيعزز فرصه في إبرام الصفقات وزيادة هامش حد الراتب المسموح.

ويبدو أن هذا الأمر غير مستبعد على الإطلاق خاصة وأن برشلونة هذا الموسم يظهر أقوى بشكل واضح من الموسم الماضي بعد الصفقات الجديدة.

-الثانية تتعلق بالجانب الرياضي، حيث يظهر أن هيكل فريق برشلونة، فيما يخص التشكيل الهجومي، يلائم مبابي ومهيأ لوصوله، مع عدم امتلاك البلاوجرانا جناح أيسر هجومي، وقد يكون لذلك انعكاس على موقف النادي وحتى اللاعب بخصوص هذه الخطوة.

-الثالثة هي امتدادا للأولى، أنه رغم ظهور الأزمة المالية كعائق هام لضم مبابي، فإنه للمفارقة، يمكن أن يكون حلًا لها، وذلك مع عقود الرعاية المتوقع أن تجلبها صفقته للنادي والفوائد المالية الآخرى الناتجة عن وصوله.

ويبدو أن هذا الأمر ليس بعيدًا عن تفكير وخاطرة لابورتا، هذا إذا ما قارنته بما ذُكر حول أسباب محاولة إعادة نيمار، حيث كان من أهمها قوته التسويقية وقدرته على اجتذاب الرعاة، وهو من شأنه تقصير الطرق في حل الأزمة الاقتصادية.

وفي كل الأحوال هي افتراضات وتصوّرات، لكن يظل الأمر الهام في هذا الملف هو رغبة مبابي ونواياه وتخطيطه بخصوص مستقبله، والذي يمكن حتى أن يكون بعيدًا عن ريال مدريد، باريس سان جيرمان وبرشلونة.