عذرًا رونالدو.. هل اللاعبون المصريون الأكثر سعادة بـ”ثورة” الكرة السعودية؟

كريستيانو رونالدو - أحمد حجازي - النصر السعودي - الاتحاد

نستطيع القول بأن المستفيدين الوحيدين على أرض الواقع حاليًا من ثورة السعودية في كرة القدم هم النجوم الذين تعاقدت معهم أندية المملكة، وأنديتهم السابقة (التي قامت ببيعهم).

وتتعلق الاستفادة في هذه الحالة بالجانب المالي، فيما يخص اللاعبين، حيث الرواتب الضخمة التي تنتظرهم مع الفرق السعودية، أما أنديتهم السابقة، هو انتعاش خزائنهم بأموال البيع.

لكن يظل التوقع الشائع بأن الدوري السعودي سيكون طرفًا مستفيدًا أو سينتقل لمستويات عالمية معلقًا، كوّنه يتوقف على الأداء الرياضي للمباريات والمنافسات، وما يمكن أن يولده من عوائد مالية، مع الاعتراف بجاذبيته الكبيرة الآن.

وبين هذا وذاك، يبرز في الظل طرف يمكن أن يصبح مستفيدًا كبيرًا جراء الخطوات السعودية في كرة القدم، ويتعلق الأمر باللاعبين المصريين.

قبل الاسترسال والتعمق أكثر في الأمر، فهناك بوابة من المعرفة يجب المرور من خلالها، للاستدلال حول جدوى موضوعنا وتوضيحه.

يمكن القول بأنه على مدار السنوات، تبيّن أن عددًا كبيرًا من اللاعبين المصريين يعانون للصمود في رحلة الاحتراف الخارجي، تحديدًا الأوروبي، ويتجه معظمهم في النهاية للعودة إلى مصر.

والأسباب معروفة تقريبًا كـ عدم القدرة على التأقلم، صعوبات اللغة، استعجال المشاركة المنتظمة والنجاح وصعوبات ثقافية آخرى، ونهايةً، افتقاد الأضواء وذلك الزخم الجماهيري والإعلامي في مصر.

يضاف إلى ذلك من هم يتجنبون من الأساس خطوة الاحتراف الأوروبي، حينما تتاح لهم، من باب الاستباق لتجنب هذه الصعوبات، وسلك طريق أسهل لمشوارهم بالانتقال لـ الأهلي والزمالك.

ومع هذه المعطيات، يبدو أن هناك حاجة لبديل أو بالأحرى منفذ آخر يستوعب أكثر حيثيات ورغبات اللاعب المصري في الاحتراف، ويوفر في نفس الوقت مستوى كرة قدم جيد وتنافسي.

بطاقة الاحتراف البديلة للاعب المصري

نعم أجبت بنفسك، إنه الدوري السعودي بحلته الجديدة، والذي إلى جانب الأسماء اللامعة التي وصلت إليه، فإنه بصم على تطور فني لافت في السنوات الماضية، يتوقع أن يتعزز أكثر بالصفقات العالمية المُبرمة.

مع التذكير، أن وجهة الاحتراف الأوروبية تظل المنشودة للاعبينا والأولوية لأسباب بديهية، لكن لا يمنع في خضام العمل لتعميق أفكارهم لمواجهة هذه الخطوة، أن يتم توجيه الاهتمام أيضًا للوجهة السعودية الطامحة للعالمية.

بين هذه السطور، يمكن القول أنه مع حالة الكرة المصرية، إضافة إلى تطورات الوضع الاقتصادي، فإن هناك حاجة لدفع عجلة الاحتراف الخارجي أكثر، واللاعبون بدورهم يحتاجون لذلك لأسباب سنعود لها.

بينما سنعود أدراجنا الآن إلى الدوري السعودي، والذي إلى جانب البُعد العالمي الهام الذي ينتظره، فإنه بالتوازي يبدو أنه يملك حلولًا لمعوقات وصعوبات اللاعبين المصريين في الاحتراف الأوروبي، بل ومزايا خاصة.

الأمر يبدو بديهيًا، إنه الدوري الذي يمثل الدولة الأقرب لـ مصر عبر التاريخ، خاصةً على الصعيد الاجتماعي والإنساني، مع امتلاك السعودية دائمًا أكبر جالية مصرية في العالم.

ويبرز في هذه المعادلة التقارب الثقافي وتشابه العادات والشعور العام باللعبة، وهو من شأنه خلق تفاهمًا بين اللاعب المصري وعناصر الكرة السعودية مثل الجماهير والإعلام، الذي يفتقده نوعًا ما بـ أوروبا.

ومع تقارب جغرافي، حيث لا يفصل القاهرة عن الرياض سوى ساعتين ونصف بالطائرة، تكون كافية للاعب المصري للوصول لـ بلد شقيق، بصدد إنشاء دوري عالمي، ويحوي 3 ملايين من بني جلدته، مستعدون لدعمه.

والحقيقة أنه مع كل عوامل الجذب المتنامية للاعب المصري بخصوص وجهة الدوري السعودي، فإن هناك جانب آخر يُثّمن أكثر هذه الخطوة الآن، والاحتراف بشكل عام.

الاستثمارات السعودية حسب التوقيت المحلي للأزمة الاقتصادية

تابع اللاعبون المصريون الضخ المالي الجبار للأندية السعودية في الميركاتو والرواتب الخيالية المقدمة لأهدافهم السوقية، وسط الأزمة الاقتصادية التي ضربت بلادهم، وطالت تأثيرها عليهم.

تراجعت القيمة الفعلية لرواتبهم مع أنديتهم لأكثر من النصف، مقارنة بعام سابق، بعد التراجع الكبير للعملة المصرية.

وبعبارة آخرى، يمكن القول أن المشروع الكروي السعودي واستثماراته حدثوا في توقيت مناسب للاعب المصري، مع بحثه المتوقع عن وجهات خارجية بعد التغيرات الاقتصادية.

دافع اقتصادي وإغواء رياضي يخلقان رغبة تامة تقريبًا عند اللاعب المصري في حط الرحال نحو الدوري السعودي، والتحمس بشكل خاص لمشروع المملكة للاعتبارات المختلفة السابقة.

تبقى لنا تساؤلًا وتنبيهًا، فيما يخص الأول، هل، مع المعطيات المذكورة والتغيرات المختلفة، اللاعبون المصريون الأكثر سعادة بـ ثورة الكرة السعودية؟

أما التنبيه، أن ذهاب اللاعبين المصريين لـ السعودية في الوقت الحالي، بعد هذه التغيرات، يعتمد على افتراض هام؛ هو بروزهم بين عالم اللاعبين واستيفائهم المعايير الفنية المتنامية للأندية السعودية.