عندما تقرأ عنوان المقال قد تعتقد عزيزي القارئ للوهلة الأولى أننا سنتحدث عن بعض الصفقات السرية التي يبرمها النادي الأهلي بعيدًا عن أنظار الإعلام والجماهير، من أجل الحفاظ على قوة صفوف الفريق في الموسم المقبل والمنافسة على الألقاب والبطولات التي اعتاد حصدها عبر تاريخه الطويل.
مع كل فترة انتقالات يكون الشغل الشاغل لجماهير الكرة المصرية وعلى رأسهم أنصار ناديي الأهلي والزمالك، متابعة أخبار الصفقات الجديدة التي سيبرمها الناديين، والأخرى التي ستكون محور الصراع بينهما، ولكننا هذه المرة سوف نذهب بكم لصفقات خفية تكون أكثر أهمية للأندية الكبرى.
الصفقات الجديدة بالتأكيد مهمة لأي فريق ولكن في الأهلي الصفقات الأكثر أهمية من وجهة نظري الشخصية هي الصفقات الخفية التي تتمثل في الحفاظ على لاعبيه من القوام الأساسي وعدم التفريط فيهم من أجل المكاسب المالية، وهذا الأمر يساعد بشكل كبير في تحقيق الاستقرار الفني داخل صفوف الفريق.
عزيزي القارئ، النادي الأهلي بإدارته الاحترافية الواعية استطاع أن يسير في خطين متوازيين، في الوقت الذي يبحث فيه عن صفقات قوية لتدعيم صفوف الفريق واقترب من حسم بعضها بشكل كبير، لم يتجاهل تجديد عقود عناصره الأساسية للحفاظ على الهيكل الأساسي للفريق والذي ساعده على حصد البطولات والألقاب.
الأهلي استطاع في الفترة الأخيرة تجديد عقد قائده وحارس مرماه محمد الشناوي، واستعاد لاعبه محمود كهربا وحافظ على بقائه في صفوف الفريق رغم الأزمات التي تعرض لها اللاعب، وواصلت الإدارة الحمراء الصفقات الخفية بتجديد عقود الثلاثي حسين الشحات ورامي ربيعة وياسر إبراهيم الذي يعتبرون من الأعمدة الرئيسية في صفوف الفريق الأحمر.
ما يفعله الأهلي حاليًا ليس بالجديد على القلعة الحمراء حيث يستطيع دائمًا الحفاظ على نجومه فترات طويلة مما يساعد النادي على الاستقرار وبالتالي يقوده لتحقيق البطولات والألقاب على كافة المستويات.
وبالمقارنة بين الأهلي وغريمه التقليدي الزمالك، سنجد العكس تمامًا، الزمالك في الموسم الماضي فشل في الاحتفاظ بكوكبة من أبرز اللاعبين الذين ساهموا في عودته لمنصات التتويج وأبرزهم أشرف بن شرقي وفرجاني ساسي وإمام عاشور وطارق حامد، بل وزاد الطين بلة بمجموعة صفقات مخيبة للآمال وليس على نفس قدر الراحلين.
ما حدث في الزمالك من تفريط في عناصره الأساسية تسبب في حالة من عدم الاستقرار داخل صفوف الفريق الأبيض، وتسبب في انهيار أبناء ميت عقبة وابتعادهم عن البطولات حيث ودع الفريق بطولة دوري أبطال أفريقيا من مرحلة المجموعات وابتعد عن المنافسة على لقب الدوري وخرج من كأس الرابطة ولا يتبقى له سوى بطولة كأس مصر فقط.
والعبرة في النهاية عزيزي القارئ.. أن الأندية الكبيرة ليست فقط من تنجح في إبرام صفقات قوية بملايين الجنيهات، ولكن بالحفاظ على قوام أساسي متين يمكن البناء عليه بشكل مستمر، ويشكل مع الصفقات الجديدة فريق قوي قادر على المنافسة وحصد البطولات.