دخلت الأندية الشعبية في مصر مؤخرًا غرفة “العناية المركزة”، بسبب معاناتها الشديدة من قلة الموارد المالية، وأصبحنا كل موسم نفقد أحد تلك الأندية في ظل غياب دعم الدولة لها، وعدم توافر حلول واقعية للتخفيف من وطأة الأزمة.
وخسرت الأندية الشعبية في السنوات الماضية معركتها لصالح أندية الشركات والمؤسسات والتي أصبحت تسيطر على الدوري المصري بشكل كبير، لا سيما وأنها تمتلك سلاح رأس المال الذي تفتقده الأندية الجماهيرية وتسبب في تراجعها واختفائها من المشهد.
وتمر الأندية الشعبية بحالة من الترنح في ظل عدم توفر مرتبات وعقود اللاعبين، وعدم القدرة على التعاقد مع نجوم بارزين واستقطاب عناصر جديدة، إضافة إلى تخبط مجالس الإدارات.
وهناك أندية جماهيرية حققت انجازات عديدة عبر تاريخها الطويل، ابتعدت عن الأضواء في الوقت الحالي وباتت في طي النسيان، وعلى رأسهم أندية الترسانة والأولمبي والسكة الحديد.
نادي الترسانة الذي تأسس عام 1921، وكان ندًا ومنافسًا قويًا للأهلي والزمالك وحصد عدة ألقاب عبر تاريخه وقدم للكرة المصرية العديد من النجوم أبرزهم حسن الشاذلي هداف الدوري التاريخي، ومحمد أبوتريكة الذي صنع تاريخًا كبيرًا في القلعة الحمراء أصبح في طي النسيان حيث لا يستطيع المنافسة في دوري المظاليم الآن.
والحال نفسه مع النادي الأولمبي السكندري أول بطل للدوري المصري من خارج القاهرة، والذي قدم للكرة المصرية كوكبة من النجوم الذي سطروا تاريخًا كبيرًا في مسيرتهم الكروية لكنه “ذهب مع الريح” ويعاني بشكل كبير في الفترة الحالية.
الاسماعيلي “برازيل مصر” والضلع الثالث للكرة المصرية مع الأهلي والزمالك، وأول فريق مصري يتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا موسم 1969، وصاحب الألقاب الثلاثة في الدوري الممتاز، والفائز بكأس مصر مرتين يصارع في السنوات الماضية من أجل البقاء وعدم الهبوط لدوري القسم الثاني.
لم يقتصر الأمر على ذلك ولكن هناك أيضًا أندية غزل المحلة وأسوان التي تواجه صعوبات كبيرة وتتواجد في مكانة لا تليق بحجم شعبيتها بترتيب الدوري الممتاز بل وتنافس على الهبوط.
الأندية الشعبية تمثل جزء مهم من تاريخ الكرة المصرية وتمتلك أكثر العناصر التي تعطى المتعة لـكرة القدم ألا وهو “الجمهور”.. لذا على المسئولين عن اللعبة في مصر التحرك بشكل جاد وتقديم حلول من أجل إنقاذ تلك الأندية من الانهيار والسقوط حتى لا تفقد الكرة في مصر متعتها..