فاز فريق ليفربول الإنجليزي ببطولة السوبر الأوروبي على خصمه تشيلسي بضربات الجزاء الترجيحية بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 2\2 على ملعب “فودافون أرينا”، فدعونا نعرف بعض التفاصيل الفنية للمباراة.
تشيلسي
تم تغيير نظام بناء الهجمة لتشيلسي اليوم عن مباراة البلوز أمام مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي، خلال لقاء اشياطين الحمر، كان يهبط كل من كوفازيتش وجورجينيو لاستلام الكرة، لكن ماحدث بمباراة اليوم هو أن جورجينيو يهبط وحدة لاستلام الكرة ومن ثم يتواجد خلفه كانتي وكوفازيتش للتسلم ومن ثم توزيعا للثلث الهجومي.
الجناح الأيمن بيدرو مشار إليه في الصورة لما قدمه الإسباني من مباراة جيدة تماما، فقد كان هو اللاعب صاحب الفكر الإبداعي لاختراق عمق ليفربول.
الظهير الأيسر إيمرسون، كان مكلف بواجبات هجومية زائدة عن قائد البلوز سيزار أزبلكويتا، يتقدم إيمرسون بينما يبقى الظهير الأيمن لمساندة الدفاع، مع وجود كوفازيتش خلف إيمرسون لحماية المنطقة الفارغة خلفه.
كما ذكرنا فأزبلكويتا لم يساند هجوميا كثيرا، لذا فكان لكانتي دور هام بتلك الجبهة، بناء الهجمة من تلك المنطقة تمت من خلال شكل “دايموند”، ومن ثم اختراق عمق ليفربول بتمريرة بينية، أو أحد انطلاقات كانتي التي كانت مميزة جدا اليوم.
تعلم لامبارد من خطئه السابقه ولم يقم بالضغط العالي بأربعة لاعبين كما حدث بمباراة اليونايتد، كانت خطة تشيلسي الدفاعية خلال معظم أجزاء المباراة هي 4-4-2 بدفاع متوسط.
ليفربول
بدأ كلوب المباراة بطريقة مغاييرة بعض الشيء لثوابت الألماني الفنية، الثلاثي الأمامي لا يقوم باللامركزية المعتادة من ليفربول، تشامبرلين يهبط للعمق كثيرا ولم تلعب له الكرات المباشرة كعادة أجنحة ليفربول، اختفاء دور المهاجم الوهمي والذي كان المسئوول الأبرز عن صناعة اللعب لكلوب حال استحواذه على الكرة.
بعض الأحيان تم بناء الهجمة من خلال أن يكون هندرسون ظهير أيمن لحماية المنطقة التي يجب أن ينطلق منها جو جوميز، مع دخول صلاح للعمق، لكن جوميز لم يتميز في ذلك الدور لذلك قرر كلوب تغيير بسيط خلال الأدوار.
جوميز لا يتقدم كثير وصلاح على الخط بينما يقوم هندرسون بواجبه الهجومي بأنصاف المساحات( المساحة بين الظهير وقلب الدفاع) وكما نعرف جميعا فهندرسون غير مميز في هذا الدور لذا فقرر كلوب أن يستعيد نسخته الأصلية وإدخال فيرمينو.
ولكن قبل الحديث عن نزول فيرمنيو، يجب أن نتحدث عن نقطة ضعف ظهرت للريدز، عندما قام هندرسون ببناء الهجمة كظهير أيمن يضطر ميلنر للدخول للعمق قليلا للحفاظ على تقارب الخطوط، وهنا تظهر المشكلة لأن في كثيرا من الأحيان كانت المسافة بين روبرتسون وفان دايك كبيرة، فكانت الكرات البينية التي يلعبها لاعبو تشيلسي كالرصاصات في جسد ليفربول.
بعدما نزل فيرمينيو لأرضية الميدان، وعادت الترسانة الهجومية الثلاثية للريدز، هنا عادل ليفربول إلى خطورته المعتادة، فيرمينيو يهبط لوسط الملعب لسحب فرد من الخصم معه والذي كان كانتي بأغلب أوقات المباراة، لتتفرغ مساحة كافية لأحد لاعبي خط الوسط سواء كان هندرسون أو فينالدوم عند نزوله.
اتضحت لنا اللامركزية بكل مميزاتها، هجوم الريدز يبدلوا أماكنهم بانسيابية وفاعلية شديدة وارتبك دفاع تشيلسي بعض الوقت لحين تمكنوا من السيطرة مجددا على رتم المباراة.
بعد ذلك اعتمد ليفربول على الكرات الطويلة والمباشرة سواء لساديو ماني أو محمد صلاح.
خلاصة القول، لامبارد مشروع مدير فني محترم للغاية، فالمرونة التكتيكية وتعلمه من أخطاء المبارة السابقة أمام مانشستر يونايتد، وطريقة قيادته الفنية للقاء اليوم خير دليل على ذلك، بينما تخبط كلوب يثير الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل ليفربول هذا الموسم، فالنهاية ضربات الجزاء الترجيحية ابتسمت لليفربول، وبكل تأكيد هذا لايعني أن الريدز استحقوا الفوز باللقب عن تشيلسي، فالبلوز قدموا مباراة على أعلى مستوى.