المغرب ضد كوت ديفوار .. تأثر رينارد بكلوب لصالح أسود الأطلس “تحليل”

ظهر المنتخب المغربي في مباراة الأمس أمام كوت ديفوار بصورة قوية للغاية، تنم عن مدى الشغل الفني الذي يبذله هيرفي رينارد مدرب منتخب المغرب على أرضية الميدان، وتبين لنا بعض التأثر وليس استنساخ للمدير الفني لأسود الأطللس بيورجن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي، وعلى الجانب الأخر اتضح لنا بعض العيوب للأفيال الإفوارية.

المقصود بتأثر رينارد بأسلوب كلوب أن مدرب منتخب المغرب اعتمد على اللامركزية بشكل كبير وهو مايميز الريدز من خلال الثلاثي، محمد صلاح، فيرمينيو، ساديو ماني، مع  تغيير جزئي في عملية الضغط بأكبر عدد من اللاعبين، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل من خلال بعض الصور التكتيكية في الفقرات القادمة.

منتخب المغرب

ميزت اللامركزية أسلوب أسود الأطلس وخاصة في الثلث الهجومي لمنتخب المغرب.

على الورق، فإن حكيم زياش هو الجناح الأيمن ونور الدين مرابط يتمركز بالجناح الأيسر، لكن في مباراة الأمس كان كثيراً ما يذهب مرابط للجانب الأيمن ويتم ترحيل زياش ليكون صانع ألعاب، بينما يقوم مبارك بوصوفة (حامل القميص رقم 14) بلعب الدور الجناح الأيسر.

الزيادة العددية في إحدى الأجناب

يعتمد رينارد بشكل كبير على الأجناب، فيوجد أسلوب أخر للامركزية بحيث يتواجد نور الدين مرابط مع زياش في الجبهة اليمنى، من أجل تكوين زيادة عددية ومن ثم الخروج بالكرة بسهولة واختراق أحد الجبهات ومن ثم إرسال الكرة العرضية للمهاجم بمنطقة الجزاء.

لاحظ هنا الكثافة العددية التي يمتلكها المنتخب المغربي بالجبهة اليمني وبعد النجاح في اختراق تلك الجبهة يقوم  المهاجم بالذهاب لمنطقة جزاء الخصم، مع وجود أشرف حكيمي على الجانب الأخر، فلو لم يتمكن المغرب من الخروج بالكرة من تلك المنقطة يتم إرسال الكرة الطويلة له.

التمرير القطري

كان للمنتخب المغربي بعض اللعب المباشر من خلال التمريرات القطرية، ولكن في أغلب حدوث تلك الحالة كان يلتزم نور الدين مرابط وحكيم زياش بمكانهما.

الجدير بالذكر أن  بداية هدف المباراة الوحيد للمغرب جاء من خلال تمريرة قطرية استلمها نور الدين مرابط ثم قام بعمل فردي رائع ومن بعدها مرر الكرة للنصيري مهاجم منتخب المغرب، ليسجل الأخير هدف أسود الأطلس باللقاء.

تأمين دفاعي

حرص هيرفي رينايد على تأمين خطوطه الخلفية بحيث يتواجد خمسة لاعبون في المناطق الدفاعية حين يكون أسود الاطلس بالحالة الهجومية، وتم ذلك بطريقتين مختلفتين.

عند تقدم الظهيران في نفس التوقيت (ونادرا مايحدث هذا)، فيقوم كل من بوصوفة وبلهندا بالتغطية المساحات المحددة بالصورة المرفقة، مع وجود الأحمدي على الدائرة.

في حالة انطلاق ظهير واحد فقط، وفي هذه الصورة هو درار، فيقوم بوصوفة بالذهاب للجانب الأيسر بينما يكون أشرف حكيمي في منطقته الدفاعية وبلهندا يغطي مكان درار.

الضغط المكثف

تتحول طريقة اللعب لمنتخب المغرب في الشكل الدفاعي لـ4-4-2 بوجود زياش مع النصيري كماهجم ثاني، وفي حالة بناء الهجمة لكوت ديفوار، يهبط كل من داي وكيسي بين قلبي الدفاعي ليستلم أحدهم الكرة ومن ثم يقوم الأخر بالتحرك في ظهر لاعبي المنتخب المغربي.

المنتخب الغربي يكثف ضغطه عندما تحاول كوت ديفوار اختراق وسط ملعب أسود الأطلس، وحينها يقوم أكثر من ثلاثة لاعبين بالضغط على الكرة مرة واحدة ومن ثم افتكاكها مرة واحدة.

 

بعد ذلك يكون الحل الوحيد للأفيال الإفوارية هو الأجناب، وهذه الطريقة اتضح لها عيب كبير.

يتم لعب الكرة للجناح نيوكلاس بيبي لاعب منتخب كوت ديفوار، ومن بعدها يذهب له صانع الألعاب، والمهاجم لمساندته في الخروج بالكرة، ومن بعد أن يستلم المهاجم الكرة يذهب كيسي ليكون على حدود منطقة الجزاء، لكن المشكلة الأكبر تكمن في عدم تواجد أي فرد من كوت ديفوار في منطقة جزاء المغرب، فيضطر المهاجم لاختراق دافاعات أسود الأطلسي وهو مالم يكن ينجح في كثيراً من الأحيان.

خلاصة القول، رينارد لم يستنسخ من كلوب طريقة لعبه فهناك تغييرات جذرية في الأسلوب، فرينارد يعتمد على البناء المنظم بينما كلوب لعبه مباشر أغلب الوقت (الوصول لمرمى الخصم بأقل عدد من التمريرات)، كلوب يضغط في الثلث الأمامي من الملعب، لكن رينادر يبدأ في عملية الضغط المكثف من وسط الملعب، لكن الاعتماد على اللامركزية والضغط بأكبر عدد من اللاعبين هو المشترك بينهما.

لازال يوجد للمنتخب المغربي مشكلة في الفاعلية الهجومية، كان من الممكن لأسود الأطلسي أن يخرجوا بنتجية أكبر بالأمس ويجب علي رينارد حل تلك المشكلة، كوت ديفوار لديها مهاجم متميز يجلس على دكة البدلاء وهو ولفريد زاها، فالأفيال يحتاجون لمهاجم ثاني داخل منطقة جزاء الخصم كما تم توضحيه في السطور السابقة.